ثقافة صحّية

ما هو داء الجلوس وكيف يمكن التغلب عليه

داء الجلوس
كُتب بواسطة محمد علاء قلعه جي

لعل عصرنا هذا يمكن تسميته بعصر الخمول والكسل وقلة الحركة، إذ أن حياتنا شيئًا فشيئًا تصبح أكثر اعتمادًا على أجهزة الحواسيب والآلات والروبوتات ومعظم أوقاتنا نقضيها جالسين خلف المكاتب ونشاهد التلفاز او نتصفح الانترنت. والأغلب أنك تقرأ الآن هذه الكلمات بينما أنت جالسٌ أمام حاسوبك أو هاتفك المحمول. فهل سمعت إذًا عن “داء الجلوس”؟

ما هو داء الجلوس

يطلق هذا المصطلح على نمط الحياة الخامل وقليل الحركة والذي يصل إلى درجة يحمل معها مخاطر صحية حقيقية على الجسم. فقد أظهرت الأبحاث أن قضاء فترات طويلة بدون حركة يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب والداء السكري والسرطان والبدانة.

ويعتبر مصطلح “داء الجلوس” جديدًا على الساحة الطبية، ولكن بدأ تسليط الضوء عليه نتيجة انتشار نمط الحياة الخامل في الآونة الأخيرة، فمن الطبيعي أن يجلس أحدنا خلف مكتبه أو حاسوبه الشخصي لـ 8 ساعات أو أكثر يوميًا، بينما لم نكن نسمع عن مثل هذا قبل 50 سنة على سبيل المثال.

حتى لو كنت تمارس الرياضة .. فأنت في مشكلة

ما يجب ذكره حول هذا الموضوع أن ذهابك إلى النادي الرياضية لنصف ساعة يوميًا هو أمرٌ ممتاز ومطلوب بلا شك ولكنه لا يحلّ المشكلة، لأن هذه المشكلة تكمن أساسًا في “نمط الحياة” الخامل، وبالتالي حتى لو ذهبت إلى الجيم ومارست الرياضة لمدة نصف ساعة ولكنك عدت إلى المنزل لتجلس أمام حاسوبك لعدة ساعات متواصلة فأنت ما زلت معرضًا لخطر “داء الجلوس”

كيفية حل مشكلة “داء الجلوس”

يمكن تلخيص الحل بعبارة واحدة: “قم وتحرك”. إذ يجب عليك أن تغير نمط حياتك بكامله من نمط خامل إلى نمط نشيط وكثير الحركة، وإليك بعض النصائح في هذا المجال:

  • عوّد نفسك على ممارسة بعض التمارين الخفيفة كل ساعة، مثل تمارين التمدد والانحناء وتدوير الجسم.
  • استغل كل فرصة ممكنة لتحرك جسمك، فمثلًا يمكنك أن تأخذ استراحة العمل عبر تناول فنجان القهوة أثناء المشي مع أحد الأصدقاء.
  • إذا احتجت أن تسأل زميلك في العمل عن أمرٍ ما، اذهب إليك واسأله مباشرةً بدل من إرسال رسالة عبر الموبايل.
  • عود نفسك على الوقوف، فالوقوف يتطلب استخدام عضلات أكثر ويحرق المزيد من السعرات الحرارية.
  • عدل أثاث المنزل أو مكتب العمل بحيث تضطر للخروج إلى الشارع مثلًا لرمي القمامة أو الذهاب إلى غرفة بعيدة لشرب الماء.
  • إذا كان مكان عملك قريبًا، يمكنك العودة إلى منزلك مشيًا على الأقدام، أو يمكنك النزول قبل موقفين أو ثلاثة من منزلك. وستتفاجأ بأنك لن تصاب بالخمول والكسل الذي لطالما راودك عند رجوعك من العمل.
  • حاول أن تمارس أي نشاط يتطلب الحركة أثناء مشاهدة التلفاز مثل ترتيب الغرفة أو تنظيف الغبار، المهم لا تجلس خاملًا أمام التلفاز لفترة طويلة.
المصدر:

عن الكاتب

محمد علاء قلعه جي

طبيب ومدوّن ومترجم، مهتم بالقراءة والفنون وشرب الشاي.

اترك تعليقًا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.