من المعلوم لدى الجميع أن التدخين هو فعل ضار بصحة الإنسان، ولكن الكثير من الناس لا يعرفون التأثير الحقيقي للتدخين. الضرر الرئيسي لتدخين السجائر هو الإدمان عليها، والسبب في ذلك يعود إلى أن تأثير التدخين طويل الأمد أسوأ بكثير من تأثيره المؤقت.
السيجارة الواحدة تحتوي على 3000 – 4000 مادة كيميائية منها ما هو مُسرطن، وتأثير هذه المواد على الجسم يمتد إلى جميع الأجهزة والأعضاء، وسنذكر ذلك بالتفصيل.
الرئة والجهاز التنفسي:
أكثر وأخطر تأثير للتدخين يظهر في الرئة والجهاز التنفسي، ويبدأ هذا التأثير على شكل سعال مزمن مع بلغم بين فترة وأخرى، ويزداد الوضع سوءًا بحدوث إلتهاب في القصبات الهوائية ثم عدوى في الجهاز التنفسي العلوي، وانسداد مزمن في المجاري التنفسية، وينتهي هذا التأثير بحدوث سرطان في الحنجرة ثم سرطان في الرئة والذي يعتبر أكثر سرطان منتشر بين الرجال، وثاني أكثر سرطان في النساء بعد سرطان الثدي.
المعدة والجهاز الهضمي:
تعمل المواد الكيميائية في السجائر على تدمير الطبقة الواقية في الجهاز الهضمي، لذلك يحدث الكثير من التأثيرات السلبية ومنها، فقدان الشهية، رائحة الفم الكريهة، فقدان الأسنان وسوء صحتها، إلتهابات اللثة وبطانة الفم، سرطان الفم والبلعوم والمريء، القرحة المعدية، قرحة الاثني عشر، سرطان المعدة والبنكرياس والكلية، وأخيرًا زيادة حدوث النوع الثاني من مرض السكري.
القلب والشرايين:
يقوم التدخين بتقليل نسبة الكولسترول المفيد في الجسم ويزيد من ضغط الدم، لذلك فهو يؤثر على كافة أجزاء الجهاز الدوري، فبدايةً يؤثر على القلب ويؤدي إلى أمراض شرايين القلب التاجية، الذبحة الصدرية، والجلطة القلبية. ويوثر التدخين كذلك على الأوعية الدموية فيؤدي إلى تصلب الشرايين، زيادة تجلط وتخثر الدم، الجلطة الدماغية، وزيادة نسبة حصول سرطان الدم “لوكيميا”.
الجهاز العصبي المركزي:
يؤدي التدخين إلى اعتماد الجهاز العصبي على النيكوتين كناقل للإشارات العصبية، لذلك يصبح الإنسان مدمنًا على النيكوتين، والذي يؤثر على عمل الجهاز العصبي، فهو يؤدي إلى ضعف في عمل الأعصاب، تأخر في الاستجابة، يؤثر على الرؤية بشكل كبير جدًا، يؤدي إلى الصداع، وفي نهاية المطاف يؤدي إلى ضعف عام في عمل الجهاز العصبي.
الحالة النفسية:
تأثيرات التدخين على نفسية المدخن كثيرة جدًا، فالمدخن غالبًا ما يشعر بالتوتر، سرعة الغضب، تغييرات في المزاج، القلق، الاكتئاب، وتأثيرات نفسية أخرى مختلفة من شخص لآخر.
الجهاز الغلافي (الجلد، الشعر، والأظافر):
يؤدي التدخين إلى تغييرات في لون الجلد، مع ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة المبكرة على الجلد، أما تأثيره على الأظافر فهو تغير لونها إلى اللون الأصفر أو البني الفاتح، وكذلك يؤدي إلى تلون الأسنان بلون بني، وتأثيره على الشعر يتمثل في ضعف عام في بصيلات الشعر، سقوط الشعر من بعض المناطق، ووجود رائحة كريهة في الشعر.
الجهاز التناسلي:
يؤثر التدخين بشكل مباشر على أعضاء التناسل، ويؤدي إلى أمراض متنوعة في هذه الأعضاء، تتمثل بضعف عام في الوظيفة التناسلية، العقم، وصول سن اليأس بشكل مبكر، سرطان في بعض الأعضاء التناسلية.
الحمل والجنين:
يظهر على المرأة الحامل الكثير من تأثيرات التدخين منها، ارتفاع ضغط الدم، أمراض المشيمة، ولادة مبكرة، والإجهاض. ويؤثر التدخين كذلك على الجنين فؤدي إلى انخفاض وزنه، حدوث طفرات وراثية، موت الجنين بشكل مفاجئ، أمراض تنفسية في الجنين مثل الربو، وحدوث إلتهابات وأمراض منوعة في الجنين.
الإلتهابات والعدوى:
يؤدي التدخين إلى زيادة نسبة حدوث الإلتهابات في مختلف أعضاء الجسم مثل، إلتهابات في الأذن والفم، وإلتهابات المفاصل، وإلتهابات في في جميع الأجهزة المذكورة سابقًا. وكذلك يؤدي التدخين إلى زيادة في انتشار العدوى مثل السل، السيلان، عدوى المستشفى، والكثير غيرها من أنواع العدوى البكتيرية.
تأثيرات أخرى:
يؤدي التدخين إلى الوصول لسن الشخوخة بشكل مبكر، وكذلك زيادة الإصابة بالكثير من الأمراض مثل السكري، الربو، أمراض الكلية، مرض كرون، إعتام عدسة العين، تلف العصب البصري، هشاشة العظام، التليف الرئوي، والكثير غيرها من الأمراض الخطيرة.
تستطيع وضع التدخين كعامل مساعد لأي مرض يصيب الإنسان، فتأثيره عام على كل أعضاء وأجهزة الجسم، وهذا التأثير لا يتوقف إلا بترك التدخين. يُقدر عدد الوفيات بسبب التدخين بـ 480 ألف شخص سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها!
[…] التدخين كثيرة كما ذكرنا في مقال سابق، لذلك إن قررت الإقلاع عن التدخين فعليك اتباع بعض […]