يتعرض بعض الأفراد إلى حالات من الخوف المرضي الشديد من الموت، وما يتعلق به كرؤية الميت أو الدم أو الدفن، وما إلى ذلك مما يجعل المصاب يتحاشى رؤية أي مصدر يتعلق بذلك، ويتجنب المشاركة في تشييع الجنازة أو الدفن، كما يخشى من قراءة المواضيع التي تتعلق بالموت أو سماعها أو التحدث بها، وإن تعرض لذلك مجبرًا فإنه يشعر بالإختناق وضيق التنفس لأنها توحي له بالآلام النفسية المختلفة.
هناك من يخاف موته هو نفسه وآخر يخاف موت من يحبهم وآخر يخاف الموت للناس أجمعين ونهاية العالم بسبب الكوارث الطبيعية، وغيرها من أنواع الخوف.
أسباب الإصابة بالخوف:
- سماع الفرد أو القراءة عن حوادث الموت، إن كان ذلك في مرحلة الطفولة أو المراحل الأخرى.
- الشعور بالذنب لاقتراف سلوك معين أو تخيله بإنه سلك سوكًا معينًا ونتيجة لذلك يقع تحت تعذيب الضمير القاسي.
- التعرض لآلام الفراق الذي يحدث بين المحبين أو أفراد العائلة.
- التعرض إلى مواقف غامضة عن الموت وأسبابه، ويحدث هذا مع الأطفال الصغار الذين يجهلون حقيقة الموت.
- الإصابة بحالات الكآبة الشديدة التي كثيرًا ما تؤثر على معنويات المصاب.
- التعرض إلى الكوارث الطبيعية المختلفة كالحروب والهزات الأرضية والفيضانات.
هناك أعراض كثيرة ومختلفة ومتعددة وتختلف باختلاف المصابين، منها ما يأتي:
- الإصابة بضيق التنفس.
- كثرة البكاء وسيطرة التشاؤم والنظرة القاتمة للحياة.
- الإصابة بالكآبة الشديدة.
- الإصابة بالارق وتعذر النوم.
- سيطرة الإنفعالات السلبية ومنها البكاء والإنطواء.
- الهروب من المواقف التي تتعلق يالموت مهما كانت قرابة المصاب للميت.
- الإصابة بالصداع أو الآلام الجسدية المختلفة.
- كثرة الشكوى من الأمراض المختلفة التي لا وجود لها واقعيًا.
- التحدث عن الموت والحوادث التي تسبب الموت.
يعتبر هذا الخوف من الأمراض النفسية التي لها أكثر من طريقة في العلاج، ومنها:
- معرفة السبب الحقيقي الذي أدى إلى استفحال ذلك الخوف.
- توضيح الأمر المتعلق بنوعية ذلك الخوف وتخفيفه عن المصاب وبيان بأن الموت حتمي لا مفر منه وإن اختلف الناس إنما يختلفون في الوقت والزمان الذي يحين أجله.
- اقناع المريض بأن خوفه من الموت لا يمنع وقوع الموت لأنه أمر حتمي على الجميع.
- تشجيع المصاب بمرض الخوف على قبول تلك الحقيقة وذلك بإعطاءه أمثلة عديدة من واقع الحياة وإن الأنبياء والأوصياء والأغنياء والفقراء جميعهم معرضون للموت بالرغم من مناصبهم ومواقعهم في المجتمع.
- ممارسة تمارين الاسترخاء كلما طرأت فكرة الخوف من الموت.
- اشغال المريض بما يلهيه عن التفكير بالموت.
- ممارسة الرياضة البدنية التي تحمي المريض من التفكير بالموت.
- القراءة عن الموت وحالات الموت الطبيعية التي تساعد على تقبل حادثة الموت.
- زرع الثقة بالنفس والإعتماد عليها.
- جعل الطفل ينام في غرفته الخاصة كي يتعود على الإهتمام والعناية بنفسه دون اللجوء إلى والديه في كل أمر.
- السيطرة على القلق الذي يتعلق بالموت بالطرق المتاحة للمصاب والتي تتناسب مع صحته وطبيعة حياته.
- زرع التفاؤل في نفس المصاب والإبتعاد عن التشاؤم الذي يعقد الأمر.
- التخلص والإبتعاد عما يثير الحزن والكآبة قدر الإمكان.
- الإبتعاد عن المكتئبين والذين يتحدثون عن الموت.
- تجنب مشاهدة الأفلام أو البرامج أو الأخبار التي تتناول الحديث عن الموت.
- تجنب الجلوس على إنفراد.
المصاب بمرض الخوف من الموت بحاجة ماسة إلى المساعدة من أقرب الناس إليه، لذلك على الطبيب شرح الحالة المرضية لعائلة المصاب وأصدقائه بشكل واضح ليتم الشفاء منها بشكل فعال.
هذه المقالة من كتابة إيثار الجاسر – طالب في كلية طب نينوى – المرحلة الخامسة.