يُقال أن الفن والفلسفة لا يعبّران عن الشيء بل يقومان بتأويله وبالتالي ترجمته، والترجمة “Translation” من اللاتينية “Translatus” والفرنسية “Transfer” تعني نقل شيء ما من مكان إلى آخر كما تعني التحويل “Transformation/Conversion” من حالة الشيء الطبيعية الأصلية إلى حالة ثانية اصطناعية “Artificial” وغير أصلية “Inauthentic”، وبذلك نخلص إلى قول أن الترجمة الحرفية ليست ترجمة على الإطلاق وأن الترجمة الحقيقية هي تلك التي تترجم المعنى وليس الكلمات.
فيما يلي بعض النصائح التي تساعد في نقل معاني النص الأجنبي إلى اللغة العربية:
- اقرأ النص الأجنبي جيدًا حتى تفهمه أكثر.
- يجب أن تعي أن أي لغة في العالم تحتوي على أمثال شعبية Proverbs وعبارات مجازية Idioms قد تشاركها لغتنا العربية المعنى ذاته كما في حال “all ears” أي الآذان الصاغية أو “ball is in your court” أي الكرة بملعبك/القرار لك؛ كما لا تستطيع أن تشاركها طريقة التعبير ذاتها فتبدو العبارة المجازية وهي منقولة حرفيًا إلى اللغة العربية غريبة وحتى مضحكة، مثال ذلك العبارة الإنجليزية “raining cats and dogs” أي أن المطر يهطل بغزارة وليس السماء تمطر قططًا وكلابًا، وأيضًا عبارة “to kick a bucket” أي أن شخصًا قد مات وليس ركل الدلو.
- يجب أن تدرك أيضًا؛ بعد أن أدركت أنك تترجم المعنى لا الكلمات، أن ما يستطيع الكاتب قوله في فقرة مكوّنة من عدة أسطر تستطيع أن تختزله ترجمتك في سطر أو اثنين، وأما إن كنت من أصحاب الذكاء المتقد فأنت تترجم ما قاله في سطور بمثل أو عبارة مجازية وبذلك تكون قد امتلكت قطعة النص تلك بطريقة ممتازة.
- تعد ترجمة مشاعر الكاتب في نصه جزءًا لا يتجزأ من ترجمة الكلمات ذلك أن الكلمة بلا إحساس كالجسد بلا روح. مثال: قام أحد المترجمين العرب بترجمة بيت من قصيدة “العزلة” L’isolement للفرنسي ألفونس دو لامارتين بمنتهى الإبداع ورهافة الحس فقام بتحويل “le soleil des vivants n’échauffe pas les morts” أي ما يمكن ترجمته بـ “لا تستطيع شمس الأحياء أن تدفئ الموتى”، عبر نقل إحساس الشاعر الفرنسي بالمرارة على هذا النحو “هيهات أن تدفئ شمس الأحياء للأموات أبدانا”.
- يجب أن تعي أن نص اللغة المصدر “Source Language” قابل للتأويل والتحويل بشكل مستمر وهذا يعني عدم وجود ترجمة نهائية، فلا يشعرنك أيها القارئ جمال “الفضيلة” للمنفلوطي والتي هي ترجمة “بول وفرجيني” للفرنسي برناردين دو سان بيار، وجودة ترجمة جبرا إبراهيم جبرا لرائعة ويليام فوكنر “الصخب والعنف” بالعجز عن بلوغ ترجمة “جيدة”.
- وفي نفس السياق، إذا واجهت نصًا منقولًا من الروسية -لنقُل- إلى الإنجليزية، لا تتنبأ بترجمة عربية رديئة فقط لأنها ستكون ترجمة للترجمة ذاتها، ذلك أن ترجمة الترجمة لا علاقة لها بالنص الأصلي بل هي نص قائم بذاته يحتمل التحويل اللامتناهي إلى اللغات الهدف “Target Languages”.
تُعد هذه النصائح مهمة جدًا لترجمة نص أجنبي إلى اللغة العربية، وهي تصبو أولًا إلى اعتبار أي نص كان رقًّا ممسوحًا “Palimpsest” تتكدس عليه الترجمات دون أن تختفي بقاياها كليًا من بعضها البعض، وأيضًا إلى التعبير عن مدى حبك للغتك العربية بحيث لا تقنع بالقراءة فحسب بل تسعى إلى امتلاك النص وزيادة رقعة لغتك.
يبدو لي ان الموقع مفيد جزاكم الله خيرا
شكرا عل النصائح إيمان و فضل ترجمة لا ينكره احد في امتاع سكان المعمورة على اختلافهم بإبداعات الإنسانية لكن شخصيا دائما افضل قراءة الرواية كانت او غيرها بلغة الام حتى الامس الرواية في تجلياتها و مجرياتها و جنونها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما اني مترجم مبتدء احب ان اكون على اتصال دائم لاني صراحتا ليست لدي خبرة كافية . وشكرا
اشكر جزيل الشكر لكاتب المقالة فلقد كنت فعلا احتاج لتلك النصائح .. 🙂
موضوع مفعم بالمعلومات والنصائح القيمة , كنت أتمنى إضافة لما تقدمت به , إرشاد المترجمين المبتدئين للتقنية كذلك , بما أنها أصبحت منتشرة وفي المتناول , وبما اـنني مدون تقني , صادفت أحد أهم تطبيقات الترجمة مقدم من شركة مايكروسوفت , وهو ليس منافس لترجمة جوجل ولكن تفوق على هذا الأخير بمراحل , أترك لكم رابط التطبيق والشرح المرفق
https://www.microsoft.com/en-us/translator/
أرجو تقبل مروري والسلام عليكم.