التمويل وكيفية الحصول عليه هي أكبر كوابيس رواد الأعمال المبتدئين، فخبرتهم المتواضعة والفقر التمويلي للمشاريع الناشئة في الوطن العربي مقارنة بالغرب يجعلهم في ضياع حول كيفية إيجاد مصدر تمويل لمشروعهم، ماهيته ومتطلبات حصولهم عليه وسلبياته أو إيجابياته.
فما هي حقيقةً مصادر التمويل التي يمكن للشركات الناشئة ورواد الأعمال الحصول عليها في الوطن العربي؟ فيما يلي أشهر مصادر التمويل للشركات الناشئة:
التمويل الشخصي:
الاقتراض من الأهل والأقارب أو استخدام المدخرات الشخصية هي طريقة محبذة جدًا إن توفّرت لعدة أسباب أهمّها أن الأهل أو الأقارب لن يتدخلوا في إدارة الشركة ولن يتملكوا حصة منها في المقابل وإن حصل ذلك فيتحولون إلى مستثمرين، إضافة الى كونهم أكثر صبرًا من المستثمرين أو البنوك المُقرِضة، وفي أغلب الأحيان لا يطالبون بفوائد على ديونهم.
القروض البنكية:
تقوم معظم البنوك بتقديم قروض متوسطة الأجل 2-4 سنوات للشركات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ولا يتدخل البنك بنوع المشروع وعمله أو أرباحه، كما انه لا يتملّك اي حصة بالمقابل، ولكنه يضع فائدة كبيرة نسبيًا 6.5% ~ 15% على المقترض، ويشترط عليه فترة معينة لسداد القرض، بالإضافة إلى حقه في تسييل أصول المقترض للحصول على ماله في حال فشل المقترض في سداد دينه في الوقت المحدد، ما يشكل هاجس الوقوع في دوامة الديون للشركات التي تكون نسبة المخاطرة فيها عالية.
“التمويل الجماعي” Crowdfunding:
هي طريقة جديدة نوعًا ما في العالم العربي، تعتمد بشكل أساسي على طرح المشروع للعلن على منصة لجمع التمويل المطلوب مثل Zoomaal أو Jaribha.
تعرض المنصة بدورها المشروع على الراغبين بالتبرع ودعم المشروع، ويعتبر التمويل الجماعي مرغوبًا بشدة من قبل أصحاب المشروع لإيجابيته المتمثلة بالحصول على تمويل ودعم مجاني لا يُسترد، ولا يعطي حق اتخاذ القرار أو أي حصة بالشركة للمتبرعين مهما كان حجم التبرع.
ولكن في المقابل، يأخذ التمويل الجماعي وقتًا طويلًا نسبيًا لجمع التمويل، كما يصعب الحصول عبره على تمويل ضخم فوسطيًا 50000$ هو التمويل الأكبر التي تُموّل به الشركات عبر منصات التمويل الجماعي مع وجود بعض الاستثناءات.
مسابقات الشركات الناشئة:
ليست بالمصدر الأساسي والمتوفر دائمًا، إلا أن الاستفادة من مسابقات الشركات الناشئة في الوطن العربي عبر الفوز بإحداها يعطي المشروع دفعة نوعية إعلاميًا عند المستثمرين المتابعين للمشاريع المشاركة والفائزة خصوصًا، وتمويليًا بنسبة ثابتة لا بأس بها، وعمليًا عبر الخدمات والإرشادات خلال فترة المسابقة.
ولكل مسابقة جوائز مختلفة، إلا أن معظمها يُسهم بتأسيس المشروع الرابح ونقله للواقع ثم عرضه على المستثمرين.
وأهم هذه المسابقات MIT Arab Competition و Startup Weekend، إضافة إلى مسابقات أخرى تنظم سنويًا في كل دولة عربية بشكل مختلف.
“شركات رأس المال المُخاطر” Venture Capital:
هي شركات تقوم بالبحث عن شركات ناشئة بهدف الاستثمار فيها، وغالبًا ما يحتمل استثمارها مخاطرة كبيرة لهذا تُدعى بشركات الاستثمار المُخاطرة.
تقوم هذه الشركات بدراسة حثيثة للجدوى الاقتصادية للمشاريع المقدِّمة على طلب الاستثمار عبر عملية انتقائية شديدة، وتقوم باستثمار أموالها في هذه الشركات وتؤمّن الارشاد والتدريب والتمويل الكافي مقابل الحصول على نسبة 20% إلى 30% كحصة في الشركة تحصل عليها عند بيع هذه الشركة لشركة أكبر أو عند طرحها للاكتتاب خلال 8 سنوات كحد أقصى، ولا تُشرك نفسها بالقرارات في الشركة.
وتُعتبر Earlybird و Silicon Badia و Oasis500 من أشهر شركات الاستثمار المخاطِرة عربيًا.
المستثمرون:
بعكس شركات الاستثمار المخاطرة، لا يحب المستثمرون المجازفة بأموالهم، بل يفضلون الاستثمارات التي تبدو لهم رابحة بشكل مؤكد، ومع سهولة إيجادهم وتمويلهم القوي باعتبارهم أصحاب الأموال في أي مجتمع، يكون من الصعب جدًا إقناعهم بالاستثمار في مشروعك، إضافة إلى حصولهم في الغالب على حق اتخاذ القرار وإدارة الشركة ونسبة كبيرة كحصة في الشركة، وهو بالتأكيد ليس ما يأمله أي فريق عمل لشركة ناشئة.
مصادر التمويل التي تم ذكرها، هي الأكثر شيوعًا ورواجًا في الوطن العربي، وتختلف كل شركة عن الأخرى بمصدر التمويل الأنسب لها وذلك حسب طبيعة عملها وحجمها. كما أن لكل نوع من أنواع التمويل خطواته العملية، طريقة التعامل معه، بالإضافة إلى سلبياته وإيجابياته. وسيتم لاحقًا إفراد مقالات تشرح كيفية الحصول على التمويل من كل مصدر على حدة.
مقال رائع بقلم مميز 🙂
أنعم وأكرم وبانتظار المزيد
كلام جميل (y)
thanks
شكرا لهذا الفيض العظيم من انواع المعرفه بجوده عاليه ..منوعه ..وميسره