تصلب الأعضاب المنعدد هو حالة مَرَضية مزمنة، قليلة الإنتشار، وأسبابها تتفاوت بين الوراثية والبيئية وبعض الأصابات لم يتحدد سببها، تم تصنيفها من قبل العلماء على أنها ضمن حالات أمراض الجهاز المناعي، و نسبة حدوثها حسب الإحصائيات الدولية بحدود سبعة أشخاص من كل مئة ألف نسمة.
إن تسمية المرض جاءت من إصابة الخلايا العصبية وبالتالي النسيج العصبي والجهاز العصبي، أما كلمة “تصلب” وذلك لأن المرض يجعل الأعصاب فاقدة لوظائفها متصلبة، ومتعدد لأنه يصيب عدة أماكن من المحور العصبي والمادة البيضاء، وكذلك يعاود الظهور بعد الاختفاء.
قد حددت عدة نظريات يعتقد انها هي السبب في حدوث هذا المرض:
- الإلتهاب الفيروسي: والتي تشير إلى أن فايروس (أبشتين بار) هو الذي يدمر الغلاف الميلانيني، والتي تسبب تدمير أغلفة الأعصاب والتسبب بالضرر بها.
- النظرية الوراثية: والتي تشير إلى بعض الموروثات الجينية هي التي تنقل المرض من الآباء إلى الأبناء.
- النظام الغذائي وكذلك اختلاف مستوى الفايتمينات ب و د في الجسم هما عامل مشترك في جميع المصابين.
- عوامل مناخية حيث وجد أن سكان المناطق المعتدلة و الباردة وخصوصًا شمال أوروبا هم أكثر عرضة للإصابة، حيث أن التعرض لأشعة الشمس له تأثير في معدل الإصابة بالمرض، حيث أن الحرارة تبطئ انتقال الإشارات العصبية.
- ومن الجدير بالذكر أن نسبة الإصابة به بين النساء تعادل ضعف نسب الإصابة بين الرجال، وكذلك تزداد نسب الإصابة عند الأشخاص الذين تجاوزوا الأربعين من العمر.
- وفي أغلب الحالات يمكن التعايش مع المرض، ونادرًا ما يتم تسجيل حالات وفاة.
الأعراض المرافقة للمرض:
إن الإصابة ممكنة الحدوث لأي عصب وفي أي جزء في الجسم، لذا يمكن تصنيف الأعراض والعلامات حسب العضو أو الأعضاء المصابة:
- العين: غشاوة البصر، ازدواج الرؤية، إلتهاب العصب البصري، حركات العين السريعة اللا إرادية، ونادرًا ما يحدث فقدان البصر.
- الإتزان والحركة: فقدان التوازن، رعاش، ترنّح في المشي، دُوار، عدم التناسق في الحركات خاصةً في الأطراف، ضعف خاصةً في الساقين عند المشي، تشنجات عضلية، تغيرات في طبيعة العضلة، إرهاق عام يضعف الجسم ويكون غير متوقع وغير مناسب للنشاط الذي قام به الشخص.
- تغيرات في الحس العصبي: إحساس بالوخز، إحساس بالحرقان، يحتمل أن بعض الآلام لها علاقة بالتصلب المتعدد مثل آلام في الوجه وآلام في العضلات، تنمل، الإحساس بالخدر، الشعور بالحرقة في بعض الأماكن، الشعور بتعب غير مسبوق ازاء بذل جهد بسيط جدًا، فقدان الإحساس.
- الحساسية الزائدة من الحرارة، وهذا العارض عادة يسبب تدهور مؤقت للأعراض.
- اضطرابات إدراكية وعاطفية ، ضعف في الذاكرة المؤقتة، فقدان القدرة على التركيز أو الحكم الصحيح أو المنطق
- النطق: بطء النطق، تلعثم الكلمات، تغير الإيقاع وصعوبة بالبلع، تتداخل الكلمات والحروف بعضها ببعض، واختلاف في تواتر النطق.
- مشاكل الجهاز البولي: الحاجة للتبول بين فترات قصيرة، الحاجة الفورية للتبول، عدم تفريغ المثانة كاملًا، والتبول اللاإرادي.
الأنماط المرضية للتصلب المتعدد:
- التصلب المتعدد متكرر الإنتكاس والكمون: ويشكل 80-90% من الحالات، وفيه تحدث الإنتكاسة متزامنة مع الأعراض ويعقبها فترة الكمـون التي يتوقـف فيها تطور المرض ويبدأ الجسم مرحلة الإصلاح كليًا أو جزئيًا.
- التصلب المتعدد المترقي الأولي: ويشكل 10-20% من الحالات، وفيه تحدث الإنتكاسة متزامنة مع الأعراض ثم لا يعقبها فترة الهدوء بل يسـتمر المرض في الترقي تدريجيًا، وهذا النوع غالبًا ما يأتي للشخص بعد سن الخمسين.
- التصلب المتعدد المترقي الثانوي: ويبدأ به المرض كالنوع الأول ثم يتحول إلى حالة شبيهة بالنوع الثاني ويستمر بالترقي، وغالبًا ما يتم هذا التحـول بعد متوسط 6-10 سنين من المرض.
- التصلب المتعدد المترقي المنتكس: وهو شبيه للنوع المترقي الأولي من حيث أن الأعراض تتطور تدريجيًا وبإستمـرار، إلا أن الإختـلاف في وجـود فترات من الإنتكاس تتخلل مسار المرض حيث تزداد الأعراض بشكل كبير أو تظهر أعراض جديدة.
يتم تشخيص المرض عن طريق:
- الأعراض والعلامات والتأريخ المرضي: رغم أن تجمع الأعراض لدى حالة واحدة ليس بالسهل، ولكن متابعة الحالة والسجل المرضي للشخص ربما تكون مفتاحًا لتشخيص الحالة.
- الفحوصات المختبرية وتشمل الرنين والمفراس، تخطيط العضلات، أشعة الصدر والتحاليل البايوكيمياوية الخاصة بالسائل الشوكي، إضافة إلى مستويات فايتميني D و B، وكذلك تحليل نسبة أنزيم يُطلق عليه ACE، تحليل الأجسام المضادة لنواتات الخلايا ANA، وكذلك تحليل الأجسام المضادة للدهون الفوسفاتية.
كيفية علاج الحالة:
- لا يوجد علاج شافٍ تمامًا للتصلب المتعدد حتى اليوم، ولكن هذا لا يعنى أبدًا أنه لا يوجد تدابير جيدة تخفف من المرض، وتعين المريض على أعراضه.
- ينقسم العلاج إلى ثلاثة أنواع وهي، علاج الوكسة، علاج المرض، وعلاج الاختلاطات.
- التعامل مع النوبات الحادة بواسطة الكورتيزون، تخفف قليلًا من النوبة وتقصّر مدتها.
- استخدام مادة يفرزها الجسم في بعض أنواع الإلتهابات الفايروسية ويُطلق عليه أنتيرفيرون -نوع بيتا- فهو يقلل النوبات المتكررة ويخفف من شدتها وتطورها كما انه يقلل احتياج المريض إلى المستشفى.
- العقار الحديث هو عقار (ناتاليزوماب) والذي قلل إصابة المخ بهذا المرض بشكل ملحوظ.
- هناك بحوث حديثة جدًا حول استخدام الخلايا الجذعية لعلاج هذا المرض ولم تنجز لحد الان.
- ولا يخفى على أحد ما للعلاج الفيزيائي الطبيعي من أثر جيد في مساعدة أعراض المرض.
علاج المضاعفات:
قد يحدث عند المرضى عدة مضاعفات، و لكل منها تدبيره و علاجه:
- تشنج العضلات: وقد يسبب مشكلة كبيرة بسبب اليبوسة والألم، ويعالج عادة بالمرخيات العضلية مثل حبوب باكلوفين وغيرها.
- الرجفان: و يعالج بدواء إندرال، أو البيريميدون، و غيرهما.
- الألم: قد يصاب بعض المرضى بألم العصب المثلث التوائم، ويدعى كذلك العصب الخامس، وهو عصب الإحساس في الوجه، و الألم شديد بارق خاطف، مثل تيار الكهرباء، ولكن يستجيب لدواء (كاربامازيبين) وغيره.
- اضطراب التبول: وعادة ما يستشار طبيب الأمراض البولية لتحديد نوع الاضطراب ومعالجته بالدواء المناسب، و قد يضطر المريض لتفريغ البول بنفسه بالقثطرة يوميًا.
- الوهن والتعب: يشكو كثير من المرضى من الوهن العام، وقد يعطى دواء الأمانتادين، أو دواء البروفيجل لمساعدة ذلك.
- الإكتئاب: ويعالج بمضادات الإكتئاب المعروفة مثل سيبرام, زولفت.