كثيرًا ما يتعرض أحدنا لحادث مؤسف أو أزمة ما خلال حياته، فيشعر بالحزن والإحباط لعدة أيام. فيُقال عنه من قبل المحيط بأنه “مكتئب”. ولكن هل هذا هو الاكتئاب حقًا؟
ما هو الاكتئاب:
هو مرض نفسي حقيقي وخطير يؤثر على حياة المريض وأفكاره ومشاعره وسلوكه بطريقة سلبية ويعيقه عن ممارسة وأداء مهامه اليومية. ويتميز بالشعور الدائم بالحزن والتعاسة وفقد الرغبة في أداء وممارسة مهام الحياة اليومية حتى تلك التي كانت تشعره بالمتعة والسعادة. وهو ليس مجرد حالة مؤقتة من الحزن نتيجة المرور بأزمة ما، بل هو حالة مستعصية تحتاج إلى علاج نفسي ودوائي، وهو لحسن الحظ مرض قابل للعلاج.
ما هي درجات الاكتئاب:
يصنف الاكتئاب إلى ثلاث درجات هي:
- خفيف: الاكتئاب الخفيف هو أكثر من حالة حزن عابرة، ويتميز بأعراض كافية لإعاقة المريض عن أداء نشاطاته المعتادة ولكن بشكل طفيف ربما لا يتم الانتباه إليها من قبل المحيطين بالمريض، وتشمل هذه الأعراض الغضب أو التهيج، فقد الأمل، الشعور بالذنب، كره الذات، فقد الشعور بالمتعة، ضعف الحافز، الانسحاب الاجتماعي، اضطرابات النوم، تغيرات الشهية والوزن والسلوك الطائش مثل الإدمان على الكحول أو المخدرات.
- متوسط: تتميز هذه المرحلة عن الاكتئاب الخفيف باضطراب احترام الذات وضعف الأداء والإنتاجية في الحياة اليومية والشعور بانعدام الأهمية والقلق والحساسية الزائدة. ويعتبر تشخيص الاكتئاب في درجته المتوسطة أسهل بسبب وضوح الأعراض وإعاقتها للمريض عن ممارسة حياته في المنزل أو العمل.
- شديد: في هذه المرحلة ربما يشكو المريض من هلوسات وتوهمات بالإضافة إلى الشعور بالذهول. ويمكن أن تراود المريض في هذه المرحلة أفكار انتحارية أو يقدم على محاولات الانتحار فعلًا.
وأخيرًا يجب أن نركز على نقطة هامة للغاية، وهي أن مريض الاكتئاب في المرحلة الشديدة يمكن أن يفكر بالانتحار بشكل جادّ وأن يقدم عليه فعلًا، وهذا يتطلب علاجًا فوريًا. فإذا كنت تعتقد أنك ربما تكون مصابًا بالاكتئاب وتراودك أفكار انتحارية فمن الأفضل أن تتصل بطبيب مختص بالأمراض النفسية بشكل عاجل. وينطبق هذا الأمر على من يعرفون شخصًا مقربًا حاول الانتحار أو تراوده أفكار انتحارية. إذ يجب البقاء إلى جانب هذا الشخص حتى تخلصه من تلك الأفكار. كما يجب الاتصال بالطوارئ لفحص المريض من قبل طبيب مختص وإعطاء العلاج المناسب بشكل فوريّ.