ثقافة صحّية

ما هي المخدرات الرقمية وهل يمكن أن تسبب الإدمان حقًا؟

المخدرات الرقمية
كُتب بواسطة محمد علاء قلعه جي

هل سمعت يومًا بمصطلح المخدرات الرقمية “Digital Drugs”؟ بدأت القصة حينما تم استدعاء ثلاثة طلاب في إحدى المدارس الثانوية لتوبيخهم نتيجة سلوكهم الموحي بإدمانهم على الكحول أو المخدرات، ولكن لدى استجوابهم اعترفوا بأنهم مدمنون على مخدرات رقمية تدعى i-dosing حصلوا عليها من أحد مواقع الإنترنت. وهي عبارة عن مقاطع صوتية يستمعون إليها عبر السماعات الأذنية “Headphones” ويشعرون بالنشوة تحت تأثير هذه المقاطع.

هذه الحادثة أثارت اهتمام السلطات الصحية حول مصطلح “المخدرات الرقمية”، وفيما يلي بعض المعلومات عن هذه المخدرات ومدى تأثيرها الحقيقي على مدمنيها:

ما هي المخدرات الرقمية Digital Drugs؟

هي عبارة عن أصوات معينة يتم الاستماع إليها عبر سماعات الأذنين، ولكن ما يميز هذه الأصوات أنها تصدر نحو كل أذن صوتًا ذو تواتر مختلف عن الصوت الصادر نحو الأذن الأخرى، وعندما تصل هذه الأصوات إلى الدماغ فإنه يدرك صوتًا ثالثًا مختلفًا عن الصوتين الأصليين ويبدأ بالتناغم مع هذا الصوت، وهذا ربما يتيح للفرد الدخول في حالة عميقة من التركيز أو الاسترخاء أو ربما ما هو أكثر من هذا، تدعى هذه الأصوات بالضربات ثنائية الجانب “Binaural Beats“، ويعتبرها بعض الأطباء “عبثًا بالإدراك”.

هل يمكن الإدمان حقًا على المخدرات الرقمية؟ وما هو تأثيرها الفعلي على مستمعيها؟

يعتقد الكثير من الباحثين أن حالة “النشوة” التي يدعيها مستمعو المخدرات الرقمية ما هي إلا نوع من تأثير الدواء الغُفل (البلاسيبو)، وهي ناتجة عن رغبة هؤلاء المستمعين بالدخول في هذه الحالة أصلًا.

وفي الحقيقة، يبدو أنه لا توجد أية دراسات أو أبحاث تثبت قدرة هذه المخدرات الرقمية على إحداث حالة حقيقية بيولوجية أو كيميائية من الإدمان كما هو الحال بالنسبة للكحول أو الماريجوانا مثلًا، ولم يجد الأطباء أي دليلًا على حدوث حالة انسمامية جسدية بعد الاستماع إلى هذه المقاطع الصوتية.

إذًا، أين يكمن خطر المخدرات الرقمية؟

ولكن خطرها الحقيقي يكمن في أن المواقع التي تبيع هذه المقاطع الصوتية عادًة ما تروج أو تدفع زوارها باتجاه تجربة أنواع أخرى حقيقية من المخدرات مثل الماريجوانا أو الكحول أو ما هو أبعد من هذا. والمشكلة أيضًا أن معظم مستهلكي هذه “المخدرات الرقمية” هم من فئة المراهقين أو اليافعين الفضوليين والذين يبحثون دومًا عن اكتشاف كل شيءٍ جديد وهذا ما دفعهم للوصول إلى هذه المقاطع أصلًا.

إذًا، يمكننا القول أنّه لا يوجد دليل علمي أو طبي على أن “المخدرات الرقمية” تسبب إدمانًا حقيقيًا، ولكنها يمكن أن تكون بوابة نحو إعلانات تغري مستهلكيها بتجربة أنواع خطرة وحقيقية من المخدرات، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية.

 

قد يعجبك أيضًا

ما هو تأثير الكافيين على صحتك
كيفية زيادة قدرة الدماغ بشكل فعّال

 

المصدر:

عن الكاتب

محمد علاء قلعه جي

طبيب ومدوّن ومترجم، مهتم بالقراءة والفنون وشرب الشاي.

اترك تعليقًا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.